-لماذا زار عيسى ابن مريم مصر وعاش على أراضيها وشرب من مائها-سر تحريض الإرهابيين والتكفيريين على عدم الاحتفا

مصر,حب,يوم,الكريسماس,الأرض,الميلاد,أحداث,مريم,محمود الشويخ,العام الجديد,المرأة,القرآن الكريم,اليوم,محمود الشويخ يكتب,عيدكم فرحة,كيف يحمى السيد المسيح مصر؟

الإثنين 29 أبريل 2024 - 03:42
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب:  « عيدكم فرحة » كيف يحمى السيد المسيح مصر؟

محمود الشويخ - صورة أرشفية  الشورى
محمود الشويخ - صورة أرشفية

لماذا زار عيسى ابن مريم مصر وعاش على أراضيها وشرب من مائها؟

سر تحريض الإرهابيين والتكفيريين على عدم الاحتفال بـ"المولد المقدس"

ما معجزة السيد المسيح؟.. ولماذا يحب المسلمون السيدة مريم عليها السلام؟

أفتح القرآن الكريم فأقرأ قول الحق تبارك وتعالى "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ".. وأندهش ممن يعترضون على الاحتفال بميلاد السيد المسيح!.

كيف والله نفسه احتفى به وبأمه مريم العذراء، فى القرآن، ومنحهما اهتماما ورعاية خاصة، حتى سميت سورة باسمها؟ فهى المرأة الوحيدة التى ذكرت فى القرآن باسمها تفضيلا لها على نساء العالمين.

أنجبت نبيا أتم معجزات الولادة التى منّ الله بها على أنبيائه وذويهم؛ فبعد أن خلق آدم من العدم، وخلق امرأته من ضلعه وجاء بسائر البشر من أم وأب، كان المسيح ابن مريم الذى جاء إلى الدنيا من أم بلا أب.

اختصه الله بجعله "روحه"، فكل إنسان به نفخة من روح الله أحالته من طين إلى بشر، إلا المسيح ابن مريم فجعله الله "رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحا منه"، وفى آية أخرى يقول تعالى فيما معناه إنه أرسل إلى مريم روحه فتمثل لها بشرا سويا.

وربما لذلك ولأن المسلمين ينتظرون من يخلصهم من فرقتهم وعذابهم، يتشوّقون لرؤية المسيح، الذى سيعود فى آخر الزمان.. هذا مسيحنا، سيخلصنا من الآلام ويفدينا، ويقودنا لنحكم الأرض. 

حتى المسلمون الذين لا يحتفلون بمولده ويحرمونه ينتظرونه لينقذهم ويكمل ملحمته التاريخية التى كُتب لها، لأجل دموع السيدة مريم على آلامه التى لا يحتملها بشر، أن تكون أبدية.. وأتباعه وأنصاره ومحبوه فى كل مكان، إن لم يحتفلوا به فى الكريسماس احتفلوا به فى بداية عام جديد، وإن لم يتلمسوا بركته فى الأول من يناير، قسموا فرحتهم به على أيام، أصبح جوهرتها السابع من يناير.. فاللهم امنحنا شيئا من بركة المسيح وقوته فى العام الجديد.

لقد توقفت أمام عظة هامة للبابا تواضروس الثانى عن ميلاد السيد المسيح الذى كان حدثًا محوريًا فى حياة البشر، إذ انقسم الزمان إلى ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد.

يفتح البابا الإنجيل المقدس فى بشارة القديس متى الرسول، وبشارة القديس لوقا الرسول ليقرأ عن الحدث العظيم؛ فالأول كتب من زاوية الفكر التعليمى اليهودى لليهود الذين كانوا ينتظرون قدوم المسيح المُخلّص، والثانى كتب من زاوية الفكر الأدبى المسكونى لكل الأمم التى كانت تنتظر من يعلن لها الحقيقة التى بحث عنها الفلاسفة (أنبياء الوثنية).

جاء يوم الميلاد المجيد وصاحبه أحداث كثيرة وظهرت فى مشاهدة شخصيات متعددة، وكان لكل فرد من الخليقة التى أبدعها الله أن تقدم شكرًا كل على طريقته: فالملائكة قدمت التسبيح (لوقا 14:2) والسموات قدمت النجم (متى 2:2) ومجوس المشرق قدموا الهدايا الثلاث (متى 11:2) والرعاة قدموا التعجب والسهر (لو 8:2) والأرض قدمت المذود أو مغارة الميلاد (لو 7:2) والبشر قدموا أمًا بتولًا (السيدة العذراء مريم) (لوقا 1: 26-38).

على أن هذا الحدث اشترك فى استقباله 3 أنواع:

الرعاة اليهود وكانوا بسطاء أنقياء حياتهم بدائية ويمثلون اليهود.

المجوس من أهل المشرق الذين بذلوا جهدًا فى البحث عن الحقيقة ويمثلون الأمم.

الملائكة وهى تلك الأرواح التى ظهرت وقدمت أنشودة ملائكية خاصة وهى تمثل السمائيين.

وهكذا اشتركت الأرض (يهودًا وأممًا) والسماء (الملائكة) فى حدث الميلاد السمائى وإذا كنا قد عرفنا أن الله أحبنا عندما خلقنا، فنحن الآن عرفنا أنه يحبنا جدًا جدًا وبلا حدود عندما صار معنا ودعى اسمه عمانوئيل (متى 23:1).

وعلى هذا الأساس ليس حدث الميلاد مجرد قصة تاريخية أو حتى إنسانية بل رسالة سماوية لكل إنسان فى أى زمان وفى كل مكان.

فالإنسانية التى بدأت بخلق آدم وحواء أبوينا الأولينَ وعبر عصور طويلة من التاريخ حملت الخطية التى استشرت فى كيان الإنسان وصارت «مرضًا مزمنًا» لا يمكن التخلص منه، وعاشت الشر بكل صوره: إلحاد وعنف وإرهاب وخوف وقتل وجريمة وقسوة وحروب ومعاناة ومصاعب ومآسٍ وشرور الإدمان والإباحيات والأمراض الاجتماعية والنفسية والعقلية وسيطرة الدكتاتوريات وحكم الشعوب بأساليب القمع والقهر والظلم.

لذا جاء ميلاد السيد المسيح ليقدم للإنسان ثلاثة علاجات نافعات لتقيه من ذلك الضعف الذى سقط فيه فإن استعمل هذه العلاجات فقد نجى بنفسه من كل ضعف أولًا: المجد لله فى الأعالى:

فمرض الخطية الأول هو «الذات» أو حب الذات والإعجاب بالنفس والأنانية والانفرادية وعبارة مزاج الإنسان وشهواته، أو كما قال الفلاسفة إن الإنسان بئر من الرغبات التى لا تشبع، ومن هذه الذات وُجد الإلحاد ورفض الله والتعدى على وصاياه والسقوط فى قاع الخطية.

لقد نسى الإنسان المخلوق الله خالقه وتذكر فقط ذاته ووجوده، وتحقيق نفسه والبحث عما يسميه حقوقه وتناسى تمامًا حقوق الله فيه، ولكن كيف العلاج؟ ينبغى أن يعود إلى تقديم المجد لله فقط ويلجأ إلى الخالق الذى أوجد هذا الكون وخلقه ولا زال يضبطه، ويديره ومنه وبه حياة الإنسان منذ ميلاده وما قبل ميلاده، وحتى وفاته وما بعد وفاته.

وتمجيد الله يعنى أن تسكن مخافته قلب الإنسان فرأس الحكمة مخافة الله، أى أن يعمل الإنسان كل ما يعمله ويشعر بأنه أمام الله، وخوف الله يجعله خاضعًا بين يديه لأنه لا سبيل لوقف هذا النزيف فى إنسانية الإنسان إلا بهذه العودة القلبية والسجود أمام الله فى مخافة حقيقية، إذ هو الديّان العادل الذى سيقف أمامه كل إنسان فى اليوم الآخر.

ثانيًا: على الأرض السلام:

فبسبب ابتعاد الإنسان عن الله خالقه وموجده تفشى العنف والكراهية وعدم قبول الآخر، والاعتداء الرخيص على حياة الإنسان الغالية تحت مسميات كاذبة ومفضوحة.

إن انتشار العنف على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول تحول إلى صراعات لا تنتهى بعضها سياسى وبعضها إعلامى أو عسكرى أو اجتماعى، ونشبت الحروب، وامتد الإرهاب الأسود إلى بقاع كثيرة على الأرض، وحل القلق والهم والألم والحزن... إلخ.

واحتاج الإنسان إلى السلام ومن يصنعه، ولكن لا يستطيع أى إنسان أن يصنع سلامًا ما لم يقدم تمجيدًا لله أولًا، فصناعة السلام صناعة صعبة للغاية، وتحتاج لأن يقوم بها أناس نذروا حياتهم للبذل والتضحية وإنكار الذات بجوار النعمة الإلهية التى بها يستطيعون غزو قلوب فاعلى العنف على كل مستوى وفى كل مكان.

فإذا أراد الإنسان أن يكون له مكان فى قلب الله، فعليه أن يصنع سلامًا وصلحًا ويكون بالفعل وسيلة حقيقية لنشر السلام بين البشر أينما حلوا.

ثالثًا: بالناس المسرة:

بسبب خطية الإنسان غاب الفرح عنه وصار يلتمس سعادته فى مال أو منصب أو جمال أو إنجاز أو غير ذلك مما يمنحه سعادة لوقت ما، بينما يظل الخوف الغامر داخل قلبه من المستقبل ومفاجآت الأيام.

وتأتى عطية الفرح من يد الله للإنسان الذى يعيش وصاياه ويحيا فى مخافته يمجد اسمه دائمًا ويصنع السلام بحضوره وخدمته، وعندما يقتنى الإنسان «عطية المسرة» كمنحة إلهية ثمينة، يشعر بسعادة غامرة تشع فى كل كيانه بل وتنتقل هذه السعادة إلى من يجاوره ويتعامل معهم.

إننا نصلى من أجل بلادنا الحبيبة مصر، ومن أجل سلامها ورفعتها، ومن أجل رئيسها المحبوب الرئيس عبد الفتاح السيسى، واثقين أن بلادنا محفوظة ومحروسة من قبل السيد المسيح الذى زارها وعاش على أراضيها وشرب من مائها.

احتفلوا بمولد السيد المسيح ولا تسمعوا لهؤلاء المتطرفين الكارهين للحياة.